
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
أكدت امين عام المجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي على أهمية اخذ البعد السكاني في عملية التخطيط التنموي لتحقيق التوازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية الشاملة، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة باعتبارهم محركات التغيير.
واكدت خلال المحاضرة التي ألقتها في كلية الاعلام بجامعة اليرموك حول "السياسات السكانية والبعد السكاني ودورها في تحقيق التنمية المستدامة"، على أهمية وسائل الاعلام في دعم ومساندة القضايا السكانية والتنموية، لما لها من دور فاعل وحيوي في رفع وعي المجتمع وكسب تأييد صناع القرار تجاه هذه القضايا، والذي سيعود بالفائدة على تحقيق التقدم والازدهار في مختلف القطاعات، وسينعكس ايجاباً على حياة المواطنين، مشددة على ضرورة توفير فرص التمويل للمشاريع الريادية للشباب للحد من البطالة، وتشجيع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الصلة بين مخرجات التعليم واكتساب المهارات، وتزويد الشباب بمهارات الحياة التي يحتاجونها لصنع قرارات واعية تحترم التعددية وحقوق الانسان وتشجع على التسامح والسلام.
ولفتت إلى ضرورة توحيد الجهود الوطنية لتحسين الفرص المتاحة لتمكين المرأة في المجتمع بما يتواءم مع أهداف التنمية المستدامة، وذلك من أجل المساعدة في تحقيق المزيد من فرص التمكين لها وحمايتها من كل أشكال التمييز والعنف، ودعم تحسين بيئة السياسات الداعمة لعملها ومشاركتها الاقتصادية، وذلك من خلال تنفيذ الخطط والاستراتيجيات والسياسات الوطنية المتعلقة بها، كخطة تحفيز النمو الاقتصادي الأردني، ورؤية الأردن 2025، والاستراتيجية الوطنية المرأة.
وأضافت أن الأردن حقق خطوات مهمة في مجال إرساء ركائز أساسية تضمن المساواة بين الرجل والمرأة بما يكفل تحقيق مشاركة أكبر لها في النشاط الاقتصادي، ولكن هناك إشكالية في هذا المجال تتعلق بالتطبيق الفعلي لهذه التشريعات، مشيرة إلى أن الدستور الأردني وضع أساساً ومنطلقاً للنظرة إلى الأردنيين جميعاً باعتبارهم سواسية ولا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات، كما أن الميثاق الوطني أكد على تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين رجالاً ونساءً دون تمييز.
وأشارت عماوي إلى أن الأردن شهد ارتفاعاً كبيرا في معدل النمو السكاني خلال الفترة (2004-2015) حيث بلغ 5.3 % بعد أن كان 2.6% بين عامي(1994-2004)، مبينة أن ابرز اسباب هذا الارتفاع تعود إلى اتساع الفجوة بين معدلات المواليد والوفيات، والهجرة القسرية الداخلة للأردن، وموجات العمالة الوافدة من الدول العربية المجاورة ودول شرق آسيا.
وقالت إن الهجرات القسرية واللجوء تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه القضايا السكانية وتحقيق التنمية المستدامة في الأردن، حيث أن عمليات اللجوء تشكل عبئاً تنموياً وضغطاً متزايداً على البنى التحتية والخدمات التعليمية، والصحية، والاجتماعية، والأمنية المختلفة، مشيرة إلى أن غير الأردنيين يشكلون ثلث السكان الموجودين في المملكة، حيث يزيد عددهم عن 3 ملايين نسمة من 57 جنسية مختلفة.
ولفتت إلى أن الاردن حقق إنجازات مهمة على صعيد التنمية البشرية من خلال الاستثمار في البنية التحتية والموارد البشرية، لكن وبالرغم من ذلك الا ان الأردن يواجه عدة تحديات، ابرزها ضعف الاستقرار السياسي في المنطقة العربية، وقدرته على استمرار توفير التمويل من أجل التنمية والذي يستدعي ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والجهات المانحة، مؤكدة على أن الاردن ورغم التحديات التي يواجهها حالياً إلا أنه ملتزم بحماية إنجازات التنمية لضمان الوصول إلى اقتصاد قوي مزدهر يشمل الجميع، وبالتركيز على إعادة توزيع مكتسبات التنمية حسب المحافظات، وتمويل البرامج السكانية وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة الفاعلة فيها.
وأشارت عماوي إلى ضرورة تعزيز البرامج الكفيلة بحل بعض القضايا السكانية في المجتمع، كزواج من هم دون سن 18 عام، والاستهداف الأفضل للفئات الأكثر هشاشة والشمولية، والعدالة في تقديم الخدمات، وتعزيز الخدمات الصحية، وبرامج الصحة الإنجابية وبالأخص للمراهقات والشباب بهدف ضمان تمتع الجميع بأنماط حياة صحية سليمة.
وبينت أن أبرز الإنجازات الوطنية فيما يتعلق بتمكين الشباب تمثلت في إعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب (2019-2025)، واصدار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016-2025)، وانشاء المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية 2017، إلى جانب اعداد المعايير الوطنية للصحة الإنجابية الصديقة للشباب.
وأشارت عماوي إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الشباب في الأردن تتمثل في استمرار نمو اعداد الشباب بمعدلات تفوق معدلات النمو الاقتصادي، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع فرصة الحصول على فرص عمل في المستقبل، بالإضافة إلى تدني نسبة الالتحاق بالتعليم المهني بسبب التقاليد الاجتماعية والنظرة السلبية للمهن، وقيود التمويل، وتحديات التنسيق بين قطاع موردي التعليم والتدريب المهني، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف اقبال الشباب على المشاريع الريادية والتشغيل الذاتي، إلى جانب التحديات المتعلقة بالسلوكيات الاجتماعية المتغيرة والثقافية المحيطة.
بدوره أكد عميد كلية الاعلام بالجامعة الدكتور علي نجادات أهمية نشر الوعي بين طلبة الجامعات حول القضايا والتحديات السكانية والتنموية التي يواجهها المجتمع، وذلك باعتبارهم مستقبل الأردن، وأحد اهم ركائزه الأساسية، مشيرا إلى حرص كلية الاعلام بالجامعة على تزويد طلبتها بالمعارف والمعلومات حول مختلف القضايا المجتمعية، والذي يساهم في تعزيز وتنويع ثقافتهم الفكرية والمعرفية لمساعدتهم على القيام بدورهم الإعلامي مستقبلاً بكفاءة واقتدار، لاسيما وأن الكلية تعتبر الرافد الرئيسي للسوق المحلي بالكفاءات العلمية المؤهلة من خريجيها المزودين بالمهارات الصحفية والاعلامية المتميزة.
وفي نهاية المحاضرة التي استمع اليها رئيسة قسم الصحافة الدكتورة ناهدة مخادمة، ورئيس قسم الاذاعة والتلفزيون محمد محروم، وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الكلية، اجابت عماوي عن أسئلة واستفسارات الحضور حول الخطط المستقبلية للمجلس الأعلى للسكان.
قرر مجلس العمداء في جامعة اليرموك في جلسته رقم (27/2019)، والتي عقدت في الخامس عشر من تموز الجاري الموافقة على إصدار عفو عن الموظفين الإداريين والفنيين الذين على رأس عملهم، وإلغاء العقوبات الصادرة بحقهم قبل تاريخ 12/12/2018، وما ترتب عليها من آثار، وإعادة منحهم الدرجات والزيادات السنوية التي يستحقونها كما لو لم تصدر بحقهم هذه العقوبات اعتبارا من تاريخ إصدار القرار، على ان لا تتحمل الجامعة أية التزامات مالية وإدارية بأثر رجعي من تاريخ صدور القرار، وذلك بعد عرض الأمر على اللجنة المختصة بموجب نظام الموظفين الإداريين والفنيين لاتخاذ قرار بمنح كل موظف الدرجة والزيادة السنوية التي يستحقها بعد إلغاء العقوبة.
كما قرر المجلس إلغاء قرار مجلس العمداء رقم (192/2019) المتضمن أسس إصدار عفو عن كافة المدرسين والإداريين والطلبة الذين صدرت بحقهم عقوبات قبل تاريخ 12/12/2018.
واوضح الناطق الاعلامي بجامعة اليرموك مدير دائرة العلاقات العامة والاعلام مخلص العبيني أن القرار شمل المخالفات والعقوبات الادارية للعاملين في الجامعة من الإداريين والفنيين فقط، ولا تشمل الأكاديميين.
وقال ان العقوبات متلخصة بالمخالفات الإدارية، وأن هذه العقوبات قد تمنع هؤلاء العاملين من الاستفادة من حوافز الدرجات والترفيعات، الأمر الذي دعا إدارة الجامعة لاتخاذ هذا القرار اتساقا مع قانون العفو العام الذي اقرته الدولة أخيرا، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة.
وأشار العبيني ان الجامعة ستفتح المجال الأكاديميين للاعتراض بشأن اية عقوبات متخذة بحقهم ليصار الى تدارسها من قبل لجان مختصة والتوصية لرئاسة الجامعة ومجلس العمداء لاتخاذ قرار بشأنها، موضحا أن القرار لم يشمل أية قضايا يمكن أن يكون فيها اطراف اخرى من خارج الجامعة، أو اصحاب حقوق فلا يمكن ان يتم التجاوز عن حقوقهم تحت اي ظرف من الظروف.
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق فعاليات ندوة "قراءات في التجربة الإبداعية لحركة شعراء نيسان" والتي نظمها كرسي عرار في الجامعة بالتعاون مع مديرية ثقافة محافظة اربد.
وأكد عبد الحق حرص اليرموك على خدمة المجتمع المحلي، وجعلتها جزءا أساسيا من رسالتها، مشيرا إلى انها أدركت أن رسالة الجامعة لا تنحصر بالبرامج التعليمية والفعاليات الأكاديمية فحسب، بل في التعاون والتشارك مع المؤسسات الثقافية والهيئات العلمية، مشيرا إلى ان عقد هذه الندوة تعد تطبيقا للتشارك الحقيقي الفاعل بين الجامعة والمجتمع المحلي.
وأشار إلى أن الجامعات لها دور في قيادة الأمة، لكن المثقفين لهم دور أكبر، فالجامعات تقود الحركة التعليمية والأكاديمية، والبحث العلمي، أما المثقفين فهم الذين يقودون فكر المجتمع ويسجلون نبض الأمة الحقيقي، مثمنا جهود كرسي عرار في الجامعة الذي ساهم وبشكل كبير من خلال الفعاليات المختلفة في تعزيز ودعم الحركة الثقافية في اربد.
من جانبه استعرض مدير ثقافة محافظة اربد الدكتور سلطان الزغول نشأة حركة شعراء نيسان، والتي تعد حركة شعرية عربية تعي تراثها الشعري وتستوعبه وتهضمه، وتأخذ منه ما يناسب رؤاها، وتقصي ما يعيق حركتها التقدمية، وذلك بهدف ربط اللغة الشعرية بالتجربة، والطبيعة، والموسيقى، والأسطورة، والواقع من خلال انبثاقاتٍ لغويةٍ وإيقاعيةٍ بعيداً عن القوالب اللغوية والإيقاعية الجاهزة، لافتا إلى أن الحركة تسعى أيضا لتكوين حركة نقديةٍ يلتفُّ حولها النقَّادُ القادرون على بثِّ الحياة في الحركة الشعرية العربية، عبر تقديم مراجعات معرفية نقدية بأدوات تحليلية، معربا عن شكره لجامعة اليرموك على تعاونها الكبير مع مديرية ثقافة اربد في سبيل تنشيط الحركة الأدبية والثقافية في مدينة اربد والارتقاء بها.
بدوره أوضح شاغل كرسي عرار في الجامعة الدكتور نبيل حداد أن الثقافة والعمل الثقافي عمل جمعين وأن العمل الجمعي هو ما يصنع المجتمعات البشرية، وأن الثقافة هي التي تصوغ الروح الجمعي بعلاقة جدلية، معربا عن امله بأن تصبح حركة شعراء نيسان ذات يوم اتجاها شعريا في حركة الشعر المعاصر، مشددا حرص كرسي عرار على عقد مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي تسهم في تشجيع الإبداع الأدبي والثقافي في الأردن, وتوثيقه ورصده ليعكس الوجه الثقافي والأدبي في الأردن .
وتضمنت فعاليات الندوة التي أدارها الدكتور يونس شنوان، وشارك فيها كل من الدكتور نايف العجلوني، والدكتورة ليندا عبيد، والشاعر الدكتور سلطان الزغول، والشاعر مهدي نصير، قراءات شعرية وأخرى نقدية.
وحضر افتتاح الندوة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة، والأدباء والشعراء والمثقفين في محافظة اربد، وحشد من الطلبة.
عرض على مسرح الدراما في كلية الفنون الجميلة بجامعة اليرموك وبالتنسيق مع مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية، مسرحية "مش عيب" التي يقدمها الفريق الوطني للمسرح التفاعلي في المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين.
وأوضح مدير البرامج الثقافية والفنية في المركز الوطني مهند النوافلة ان مسرحية "مش عيب" تأتي ضمن مشروع "حقوق الصحة الإنجابية للمرأة والشباب" الذي ينفذه المركز الوطني للثقافة والفنون بهدف نشر التوعية ومناقشة القضايا المتعلقة بموضوع الصحة الإنجابية لتمكين المرأة والشباب من اجل مستقبل أفضل لهم من خلال تحقيق نوعية حياة افضل للفرد والاسرة.
وناقش العرض المسرحي التفاعلي الصعوبات والعقبات التي تعترض الصحة الإنجابية للشباب في الأردن، والمخاطر النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تنعكس على حياة الشباب في حال تم إهمال الصحة الإنجابية، حيث دعا العرض المسرحي إلى وضع أسس تتعلق بتطوير الصحة الإنجابية من خلال حصول الشباب على الرعاية الصحية اللازمة.
وفي نهاية العرض المسرحي الذي حضره مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الدكتورة آمنة خصاونة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في قسم الدراما في كلية الفنون وحشد من طلبتها، دار ناقش تفاعلي دعا من خلاله الحضور إلى ضرورة زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الصحة الإنجابية، وضرورة تقديم الخدمات والرعاية الصحية والإنجابية لأفراد المجتمع.
تأكيدا لدورها الوطني الرائد في خدمة مسيرة التطوير والتنمية الأردنية الشاملة، تواصل جامعة اليرموك من خلال كوادرها التدريسية والإدارية والفنية القيام بدورها النهضوي بما يخدم ويحقق رسالتها الهادفة، تعزيزا وانسجاما مع فلسفتها التي سخرتها في خدمة المجتمع الأردني والعربي وحتى الإنساني.
وتعميقا لهذا الدور، يضطلع مجموعة من الأساتذة والباحثين فيها بمهمة وطنية سامية، من خلال الفرق العلمية المكلفة في إعداد وثيقة الإطار العام والخاص والمعايير ومؤشرات الأداء لجميع مباحث ومناهج وزارة التربية والتعليم، من مرحلة (الروضة - حتى الصف الثاني ثانوي/ التوجيهي)، تحت مظلة المركز الوطني لتطوير المناهج .
حيث يبلغ عدد أعضاء الهيئة التدريسية من جامعة اليرموك ممن يعملون في هذه الفرق العلمية التي تعمل على تطوير المناهج سواء أكانوا رؤساء لهذه الفرق أو أعضاء أو مقررين، (13) أستاذا من مختلف الكليات العلمية والإنسانية في الجامعة.
و في هذا الصدد يؤكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق ان وجود هذا العدد من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة اليرموك، ممن يعملون في صياغة المناهج التربوية، إنما يعكس قيمة ومكانة اليرموك كونها "تصنع" قلوب وعقول أبناء الوطن والأمة، لأن المناهج التعليمية وتربية النشء تعتبر الأساس لرقي أي مجتمع، وبالتالي من هنا يبدأ التغير نحو الأفضل.
وشدد عبد الحق على ان هذا الدور الذي تؤديه وتقوم به "اليرموك" بخبراتها، حيث تشكل التكوين العلمي لصياغة مناهج عصرية تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة بعد الإطلاع على تجارب كثيرة مميزة لدول عربية وأجنبية.
وتابع ان جهد الجامعة بهذا التغير في المناهج سيُشكلُ ثورة إصلاحية منهجية، تنعكس تربويا على عقل الطالب وفكره وسلوكه، بما يحقق التمكين للإنسان الأردني علميا وثقافيا وحضاريا.
ولفت عبد الحق إلى أن هذا الدور الذي تقوم به جامعة اليرموك، ليس جديدا او غريبا عليها، فهي دائما كانت وستبقى بهمة أبنائها وما ترعاه من رعاية واهتمام هاشمي صرحا وطنيا، تخدم رسالة الأمة وترفع لوائها بالعلم وبناء الإنسان، لأن بناء الإنسان والعقول باتت تحتاج لجهد إبداعي تنويري، بأدوات جديدة مبتكرة وفي مقدمتها بالتأكيد المناهج التربوية.
رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي حفل اطلاق قاعدة البيانات الرقمية لمتحف التراث الأردني بالجامعة، والتي تم إعدادها بالتعاون ما بين كلية الاثار والانثروبولوجيا ومركز الحاسب والمعلومات بالجامعة.
وثمن كفافي خلال الحفل جهود القائمين على هذا النظام الذي يقوم بإدارة البيانات الرقمية للقطع الأثرية والتراثية الموجودة في المتحف، ويتيح متابعتها وإمكانية الحصول على كل المعلومات المتاحة المتعلقة بالأثر وتوثيق خصائصه إلكترونيا، باستخدام أحدث الطرق العلمية ووفق منهجية علمية ثابتة تسهم في تطوير نوعية البحث العلمي المسخر لخدمة علم الآثار، مشيرا إلى إمكانية تطوير هذا النظام في المستقبل لعرض هذه القطع باستخدام التقنيات ثلاثية الأبعاد.
وأكد كفافي دعم إدارة الجامعة لمثل هذه المشاريع، التي تجسد التعاون بين الخبرات والكفاءات المتميزة التي تحتضنها اليرموك من أجل الارتقاء بالعملية التدريسية والبحث العلمي في الجامعة، وبما يسهم في خدمة الباحثين ورواد المتحف.
بدوره أشار عميد كلية الاثار والانثروبولوجيا الدكتور هاني هياجنة أن قاعدة البيانات الرقمية للمتحف تتيح امكانية توثيق وتسجيل كافة المعلومات الموجودة حول القطع الأثرية والتراثية والمسكوكات وغيرها من موجودات المتحف الكترونيا، مشددا حرص الكلية على الاستمرار في العمل وتطوير هذا النظام مستقبلا بما يرتقي لطموحات الكلية ومستواها العلمي، مثمنا دعم إدارة الجامعة للكلية، وتعاون مركز الحاسب من أجل انجاح هذا المشروع، لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستتضمن إدخال المعلومات المتعلقة بموجودات المتحف من قبل المعنيين في المتحف والكلية.
من جانبه استعرض مدير مركز الحاسب والمعلومات المهندس اسحاق مطالقة مراحل اعداد قاعدة البيانات، حيث قام فريق العمل بإعداد نظام معلومات خاص بالمتحف بهدف توثيق بيانات القطع التراثية، والاثرية، والمسكوكات الموجودة في المتحف الكترونيا، من خلال تصنيف الرموز المستخدمة حاليا في توثيق القطع، وبالاعتماد على أدنى مستويات التصنيف Metadata، بما يتيح سرعة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالقطع من قبل أمناء المتحف، والمعنيين باستخدام هذا النظام، لافتا إلى ان قاعدة البيانات تضمنت تصنيفات دقيقة يمكن من خلالها فرز القطع حسب المدة الزمنية، أو مكان العثور عليها، أو نوع المواد أو المعادن المصنوعة منها وغيرها من التصنيفات التي تتيح إمكانية متابعة موجودات المتحف وكمياتها.
وعرض فريق العمل المكون من كل من تغريد بطاينة، وإيمان بكر، وسخاء العمري من مركز الحاسب كيفية استخدام قاعدة البيانات وتصنيفاتها.
وحضر الحفل نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق، وعميد كلية السياحة الدكتور محمد الشناق، وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في كلية الاثار والانثروبولوجيا، وعدد من المسؤولين في الجامعة.
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب الرئيس للكليات الإنسانية والشؤون الإدارية الدكتور انيس خصاونة فعاليات ورشة العمل "الهجرة القسرية واللاجئين: قصص من الاردن واسكتلندا" التي نظمتها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في الجامعة بالتعاون مع جامعة غرب اسكتلندا، وجامعة ادنبرة الاسكتلندية.
ورحب الخصاونة بالمشاركين في أعمال الورشة، وأكد اهتمام الأردن بشكل عام، وجامعة اليرموك بشكل الخاص بقضايا اللجوء واللاجئين، لاسيما وأن المملكة تعرضت لحركات لجوء عديدة على مدى السنوات الماضية مما أثر على قطاعات الدولة المختلفة، وسببت العديد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والامنية، لافتا إلى ان اليرموك ومن خلال مركز اللاجئين فيها أجرت العديد من الدراسات والبحوث، ونظمت المؤتمرات والندوات التي تناولت مختلف القضايا التي تهم اللاجئين، الأمر الذي مكن الباحثين والمختصين في هذا المجال من تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الدول الأخرى فيما يتعلق بقضايا اللجوء والهجرة القسرية.
وألقى الدكتور جورج بالاتيل المختص في العمل الاجتماعي في جامعة ادنبرة محاضرة حول سماع أصوات اللاجئين في الأنشطة البرامجية - رحلة نحو التمكين"، حيث أشار خلالها إلى أن 3٪ من سكان العالم يعيشون خارج مكان ميلادهم، و70.8 مليون عدد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم وذلك حسب إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للعام 2019، لافتا إلى أن اللجوء واللاجئين قضية عالمية طويلة الأمد يجي احتواؤها لاسيما انها تتضمن الحرب، والصراع، والفقر، وعدم الاستقرار، والاضطهاد السياسي، وانتهاكات حقوق الإنسان ، وتغير المناخ، واللامبالاة الجيوسياسية.
وأكد على ضرورة إعطاء الأشخاص المتأثرين بالأزمة فرصة اتخاذ القرارات التي تمسهم، إضافة إلى تجسيد مبدأ الشراكة والإنتاج المشترك مع اللاجئين، بحيث يتم تحويلهم من متلقين سلبيين للمساعدات والخدمات إلى أشخاص قادرين على المشاركة الفعالة في تصميم وتقديم الخدمات، موضحا ان أصوات اللاجئين التي يجب سماعها تتمثل في قصص حياتهم وتجاربهم، واحتياجاتهم، توقعاتهم حول الأنشطة البرامجية، مؤكدا على ضرورة الاستماع للاجئين كونهم الخبراء في حياتهم ويعرفون جيدًا احتياجاتهم والطرق التي يمكن لمقدمي المساعدات والخدمات الإنسانية مساعدتهم بها.
بدورها ألقت مديرة مركز اللاجئين الدكتورة آيات نشوان محاضرة حول "الشفاء من خلال التعبير: كيف تحول الفنون تجربة اللاجئين السوريين في الأردن"، حيث أشارت نشوان إلى أنه تم إجراء مقابلات مع فنانين من اللاجئين السوريين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 27 عامًا لأخذ آرائهم حول إذا كان اللاجئون في الأردن يرون أن الفنون تؤثر على رفاهيتهم وتمكينهم؟.
وأوضحت نشوان أهداف الدراسة التي أجريت وهي: إخراج قصص الفنانين الشباب لترى كيف أثرت تجاربهم في الفنون على حياتهم، وتسليط الضوء على ما تفعله المنظمات الميسرة لتوفير وصول اللاجئين للفنون، وما هي آرائهم فيما يتعلق بتأثير الفنون على اللاجئين، لافتة إلى أن فرضية هذه الدراسة هي أن الفنانين من اللاجئين السوريين الشباب في الأردن يشعرون أن الفنون تؤثر إيجابًا على رفاهيتهم وتمكينهم.
وأشارت إلى أن تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الفنون يشير إلى أهمية الفنون كأداة نفسية اجتماعية لمنح اللاجئين في المخيمات غرضًا في المكان الذي يفتقرون فيه إلى طرق إنتاجية لاشغال أنفسهم، لافتة إلى أن الملل أو عدم وجود ميول للشخص يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في الصحة العقلية، كما ويشير التقرير إلى أن للفنون تأثير قوي لتوفير طرق مفيدة للاجئين تمكنهم من الانخراط مع والخروج من الروتين اليومي للحياة في المخيمات.
وأوضحت نشوان أن نتائج الأبحاث توضح أن مشاركة اللاجئين في الفنون يمكن أن تؤدي ليس فقط إلى الشفاء، وإنما إلى التمكين أيضًا، كما يمكن للفنون أن تمنح اللاجئين طريقة للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم وقصصهم التي يصعب التعبير عنها بطرق أخرى.
كما ألقى الدكتور أيمن منصور من كلية التمريض في الجامعة الأردنية محاضرة بعنوان " فعالية خدمات الصحة الإنجابية للاجئين السوريين في الأردن: لمحة عن الإنجازات ومنظور المستقبل"، مستعرضا بعض النسب والأرقام حول اللاجئين في الأردن، حيث أن 66.1٪ من أفراد الأسرة في الفئة العمرية (16 سنة فأكثر) متزوجين، و48.2 ٪ في سن 16-49 سنة، وحوالي 51٪ من اللاجئين السوريين في الأردن من النساء والفتيات منهم: 48 ٪ في سن الإنجاب (15-49 سنة)، لافتا إلى أن عدد النساء والفتيات في سن الإنجاب يبلغ 152.711، و 26. 341 هو العدد التقديري للاجئين الذين طلبوا خدمات تنظيم الأسرة بما نسبته (17.3٪)، إذ يبلغ عدد النساء الحوامل 12000.
وأشار إلى ان تقييم الحالة في المخيمات يشير إلى ان 23 ٪ من النساء غير مدركات لخدمات الصحة الإنجابية، و28٪ من حالات الحمل غير المخطط لها، و17٪ لم يحصلوا على الرعاية السابقة للولادة للحمل، إضافة إلى عدم الوصول إلى وسائل منع الحمل، موضحا انه تم تلبية 88.7 ٪ من الطلبات على تنظيم الأسرة بين اللاجئين خارج المخيمات، لافتا إلى أن الأم هي الوالد الوحيد في 12٪ من الأسر السورية في الأردن، وأنه من بين 66٪ من الأسر السورية يتخذ الآباء والأمهات قرار استخدام خدمات تنظيم الأسرة، مقارنة بـ 14٪ من قبل الأمهات فقط، وفيما يتعلق بأشكال العنف التي يتعرض لها اللاجئين أفاد 45٪ من العائلات السورية ببعض أشكال العنف البدني، و 37٪ بحدوث عنف نفسي، و11.4٪ عنف جنسي ، و3٪ عنف اقتصادي.
كما ألقت الدكتورة ربى العكش نائب مديرة مركز الأميرة بسمة لدرسات المرأة الأردنية في الجامعة محاضرة حول " الزواج المبكر بين اللاجئين السوريين في الأردن"، موضحة ان البحث الذي أجري في هذا السياق يوفر معرفة ورؤى جديدة حول الحواجز والعوامل التمكينية للوصول إلى معلومات وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية، ويسهم في تحسين سياسات وممارسات الصحة الجنسية والإنجابية، ويستفيد منه الشباب والنساء و والفئات المستضعفة (اللاجئون، والمناطق النائية، والأشخاص ذوو الإعاقة)، كما انه يوضح تصورات الشباب السوريين وخبراتهم وإمكانياتهم فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، والزيجات خاصة المبكرة والإنجاب، وما هي التدخلات اللازمة لتحسين خدمتهم؟.
وأوضحت العكش أن النتائج الأولية للبحث تفيد أن الزواج المبكر ليس بالأمر الجديد بين السوريين في الأردن، حيث كان يمارس في سوريا قبل الحرب، كما لا يوجد سن محدد للزواج المبكر لكنه بالغالب بين 14 و 16 سنة، وقد تربط بعض النساء الزواج المبكر إلى المظهر وحجم الجسم، وأن الزواج المبكر يتضمن زواج الأطفال، والزواج القسري بالتبادل، مشيرة إلى أن من نتائج البحث أيضا أن هناك اهتمام متزايد بخدمات الصحة الجنسية والإنجابية وتنظيم الأسرة من قبل الحكومة الأردنية والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، لكن تقديم هذه الخدمات غير كافٍ لا يزال، حيث كان هناك بعض النساء اشتكين من سوء المعاملة من قبل مقدمي الخدمات الصحية، وخاصة في مستشفيات الولادة، إضافة إلى ارتفاع معدل الطلاق.
وتضمن برنامج الندوة مناقشة عدة موضوعات حول "جودة الخدمات الصحية المقدمة للاجئين في الأردن"، و"وجودة الخدمات المقدمة للاجئات في الأردن" قدمها كل من الدكتور جورج بالاتيل، والدكتورة دينا سيدفا من جامعة غرب اسكتلندا، و "مواجهة وتعامل الأردن مع حركات الهجرات القسرية" لوداد التميمي، و"الزواج المبكر" للطالبة ريم المومني.
وحضر فعاليات الورشة عميدة كلية الاقتصاد الدكتورة منى المولا، ومديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الدكتورة آمنة خصاونة، وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ومجموعة من طلبتها.
وافق وزير السياحة والآثار على تسمية رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي، وعميد كلية الاثار والانثروبولوجيا بالجامعة الدكتور هاني الهياجنة عضوين في المجلس الاستشاري لدائرة الآثار العامة.
ويذكر أن صلاحية المجلس تتمثل بوضع السياسة العامة المتعلقة بقطاع الآثار، وإقرار البرامج والخطط اللازمة لتنفيذها إلى جانب تقديم التوصيات اللازمة لإدراج المواقع الاثرية ضمن قائمة التراث العالمي، واقتراح الآليات اللازمة لتنسيق جهود المؤسسات والهيئات المحلية والاجنبية ذات العلاقة بقطاع الآثار.
ويتكون المجلس الاستشاري للدائرة المشكل وفق احكام النظام برئاسة وزير السياحة والآثار، وعضوية كل من مدير الآثار العامة ويكون نائبا للرئيس، وثلاثة من عمداء كليات الآثار في الجامعات الاردنية الرسمية، إلى جانب ثلاثة من خبراء الآثار في المملكة، ورئيس جمعية اصدقاء الآثار، واثنين من مديري المعاهد الاثرية في المملكة، ومندوب عن وزارة الثقافة.
رعى عميد كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد الشمالي تخريج طلبة الورش التدريبية التي تم عقدها خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2018/2019، ضمن أنشطة مشروع "ريادي" الممول من الصندوق الاستئماني الأوروبي "مدد"، حيث بلغ عدد الطلبة الذين اجتازوا هذه الورش 60 طالبًا وطالبة نصفهم من الطلبة السوريين والنصف الآخر من الأردنيين.
وأوضح الدكتور موفق العتوم مدير المشروع بأن مشروع "ريادي" يهدف إلى بناء قدرات الطلبة الأردنيين والسوريين في جامعات شمال الأردن، في مجالات الريادة والإبداع، من خلال عقد ورش عمل متخصصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، والريادة، وإدارة المشاريع، لافتا إلى أنه تم خلال المشروع عقد خمس ورش عمل حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعم الآلة، وتصميم وتطوير مواقع الويب، وتصميم وتطوير الألعاب الحاسوبية، وريادة الأعمال، وإدارة المشاريع.
وأشار إلى أن المشروع تضمن إنشاء حاضنة أعمال في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية تستضيف حالية 12 طالبًا وطالبة، يتلقون تدريبهم في مجال تطوير المشاريع الريادية.
وفي نهاية الحفل سلّم راعي الحفل الشهادات إلى الطلبة الذين اجتازوا هذه الورش.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.