وعي مُبَكِّر ... حياة أطول

 20251010781 1 34942

 

يُعَد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء محليًا وعالميًا وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، ونظراً لأهمية توعية النساء بتأثير سلوكيّاتِهِن على تطوّر سرطان الثدي، وتثقيفِهنَّ حول إمكانيات السيطرة المبكرة على هذا المرض؛ جاءت فكرة هذا المقال.

ما هو مرض سرطان الثدي؟

هو مرض تنمو فيه خلايا غير طبيعية في الثدي بشكل خارج عن السيطرة وتُشكِّل أورامًا، ويمكن لهذه الأورام إذا تُركَت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتُصبح قاتلة.

ويُعتبر الشكل الأوّلي لخلايا سرطان الثدي (الساكن في موضعه) غير مُهدد للحياة ويمكن السَّيطرة عليه بسهولة في كثير من الأحيان. بينما يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أنسجة الثدي القريبة أو باقي أجزاء الجسم (سرطان الثدي الغَزوي) لتصبح السيطرة عليه صعبة وغير ممكنة في كثير من الأحيان.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي:

هناك عوامل خطر عديدة منها القابل للتعديل؛ كالوزن الزائد (السُمنة) خصوصًا الوزن الزائد حول البطن، والتعرّض للهرمونات من مصادر خارجيّة مثل: حبوب منع الحمل، أو العلاج الهرموني البديل بعد سن اليأس. بالإضافة الى التدخين والتعرض الى بعض أنواع الإشعاعات بجرعات معينة.

أمّا العوامل الغير قابلة للتعديل، فتعتبر الإناث أكثر عُرضَة للإصابة من الرجال، بالإضافة إلى عوامل أُخرى مثل التقدّم في العمر، ووجود طفرات جينية موروثة، كما أنَّ وجود أحد الأقارب من الدرجة الأولى (كالأم أو الأخت) مصاب بسرطان الثدي يُعتبر أمر مرتبط بزيادة خطر الإصابة.

علامات وأعراض سرطان الثدي:

  • وجود كتلة في الثدي و/أو الإبط
  • تغيّر في شكل الثدي وحجمه
  • تغيرات في الجلد حول الورم أو على كامل الثدي، تشمل الاحمرار، وتقرّح الجلد، ونتوءات صغيرة
  • تغيرات في الحَلَمَة أو خروج إفرازات منها

أمّا ألم الثدي لوحده دون وجود علامات أُخرى نادراً ما يكون مؤشر على سرطان الثدي.

الفحص المُبَكِّر:

يمكن تقليل الوفيّات الناجمة عن سرطان الثدي إذا تم كشف المرض وعلاجه مُبكِّراً، ومن هنا تظهر أهمية الكشف المُبَكِّر.

وتشمل طرق الفحص المُبَكِّر ما يلي:

  1. فحص الثدي الذاتي:

ليس كافيًا بمفرده، لكنه لا يزال عنصر مهم في المساعدة على اكتشاف السرطان في مرحلة مُبكِّرَة. ويُوصى بأن تقوم كل امرأة فوق سن العشرين بإجراء الفحص الذاتي للثدي مرة واحدة في الشهر، ويُفَضَّل أن يكون في اليوم الأول بعد انتهاء الحيض.

أمّا النساء اللواتي اجتزن مرحلة انقطاع الطمث، فيجب عليهنَّ ايضًا فحص الثدي مرة واحدة في الشهر، ويُفَضَّل أن يكون ذلك في اليوم نفسه من كل شهر، ويتم ذلك من خلال لمس الثدي والتأكد من عدم وجود أي علامات غير طبيعية.

في حال وجود علامات غير طبيعية، يتم اللجوء الى طرق أخرى لمزيد من التقييم والتأكد من التشخيص المناسب.

وقد أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين قيام النساء بعمل الفحص الذاتي للثدي بشكل دوري ومرحلة السرطان عند التشخيص، حيث ارتبط عدم إجراء الفحص الذاتي بوجود مرحلة متقدّمة من المرض عند التشخيص، مما يعني أنَّ الفحص الذاتي للثدي هو طريقة وقائية تزيد من فرصة النجاة وتَدارُك المرض في وقت مُبَكِّر وتحسين فُرَص الشفاء.

  1. الفحص السريري للثدي:

هو فحص بدني يُجريه الطبيب أو المُمَرضة للكشف عن أي تغيرات في الثدي، ويُعتبر أكثر دقّة من الفحص الذاتي للثدي؛ لأنه يتم القيام به من قِبَل مُختص صحّي وليس من قِبَل المرأة نفسها.

  1. التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام):

توصي الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان (NCCN)، والجمعية الأمريكية للسرطان(ACS) ببدأ الفحص المُبَكِّر باستخدام التصوير الشعاعي من عمر الأربعين مرة كل سنة إلى سنتين.

وفيما يلي بعض مراكز الفحص المُبَكِّر الموجودة في الأردن:

مدينة الحسين الطبيّة، ومستشفى الأمير راشد بن الحسن، ومستشفى الجامعة الأردنية، ومستشفى الزرقاء الحكومي.

كما ويوجد أماكن أخرى يمكن الاطلاع عليها من خلال صفحة "البرنامج الأردني لسرطان الثدي" على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى طرق الفحص السابقة يوجد طرق فحص تُستَخدَم في الغالب كَمُكَمّل للتصوير الشعاعي في بعض الحالات، كالألتراساوند والرنين المغناطيسي(MRI).

العلاج:

يعتمد العلاج على نتائج التشخيص، لكنه عادةً يتضمن مزيجاً من الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاجات الموجَّهة حسب الحالة، بالإضافة إلى العلاجات الهرمونيّة.

تُعد جميع هذه الطُرُق مفيدة وتُستَخدَم وفقاً للحالة، وقد اقتصر هذا المقال على مناقشة "الجراحة" كأحد أساليب العلاج المهمّة؛ نظراً لدورها البارز في التخلّص من الخلايا السرطانيّة وتحسين فعاليّة العلاجات الأُخرى كالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيمائي.

الجراحة:

تتمثل أهداف الجراحة في إزالة السرطان، تحديد المرحلة المَرَضيَّة، والحفاظ على مظهر جيّد بعد العمليّة.

  • جراحة حفظ الثدي (BCS):

تشمل استئصال الورم مع القليل من الأنسجة الصحيَّة المجاورة التي تُفحَص نسيجيّاً للتأكد من عدم وجود خلايا سرطان منتشرة.

ويوصى بشدّة بإجراء العلاج الإشعاعي بعد جراحة حفظ الثدي؛ لتقليل خطر عودة المرض.

  • الخيار الجراحي البديل هو استئصال الثدي كاملاً (Mastectomy) ويتم اقتراحه عندما تكون جراحة حفظ الثدي غير ممكنة نتيجة لعوامل مرتبطة بالورم (مثل حجم الورم الكبير) أو عند وجود موانع للعلاج الإشعاعي.

ماذا بعد الجراحة؟

هناك تخوّف لدى العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي من فكرة العمليات الجراحية التي تهدف لاستئصال الورم، والسبب هو الخوف من المظهر ما بعد العملية والتأثيرات النفسية المُحتَمَلَة.

وهنا يأتي دور إعادة بناء الثدي بعد استئصال الورم والذي يُمثل جزءاً مهماً من رعاية المصابات بسرطان الثدي، لأنه يؤثر على جودة الحياة، والصورة الذاتيّة، والصحة النفسيّة بشكل إيجابي بالإضافة إلى تحسين صورة الجسم، وزيادة الرضا عن النفس.

عادةً ما يُعرَض هذا الإجراء على المريضات اللواتي يخضعن لعملية استئصال الثدي الكامل (Mastectomy) مباشرة بعد الجراحة أو في وقت لاحق.

ويمكن أن تكون إعادة البناء ذاتيّة؛ أي انها تعتمد على الأنسجة من الجسم نفسه أو معتمدة على الزراعة أو مزيجاً من الطريقتين.

YU

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.

اتصل بنا

  •  اربد- الاردن, ص.ب 566 الرمز البريدي 21163
  •  yarmouk@yu.edu.jo
  •  7211111 2 962 +
جميع الحقوق محفوظة © 2025 جامعة اليرموك.
+96227211111Irbid - Jordan, P.O Box 566 ZipCode 21163