رعى رئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور مالك الشرايري، الاحتفال الذي نظمه كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد، بمناسبة منح القاص محمود الريماوي "جائزة عرار للإبداع الأدبي لعام 2025" عن حقل القصة القصيرة.
وقال الشرايري إننا نجتمع اليوم للإعلان عن الفائز بجائزة عرار للإبداع الأدبي في حضرة نخبة من الأساتذة والمثقفين والنقاد والمبدعين، مبينا أنه تم هذا العام اختيار أن تكون الجائزة في حقل القصة القصيرة سيما وأننا نعيش في زمن السرد الذي صار أقدر الفنون الكتابية وغير الكتابية على مقاربة الواقع الاجتماعي، وفهم مكوناته وأسراره، واستجلاء خبايا النفس الإنسانية على اختلاف المجتمع، واختلاف الشعوب والثقافات.
وأكد أن جانبا مهما من رسالة "اليرموك" منذ انطلاقتها هو تعزيز الحياة الثقافية في بلدنا وإثراءها، من خلال الاحتفاء بكبار المبدعين ممن أغنوا الحياة الثقافية، وأسهموا في مخاطبة وجداننا بجميل إبداعهم على اختلاف أجناسهم الأدبية.
وأشار الشرايري إلى أننا نحتفي اليوم بتكريم مبدع كبير رفد المنجز الإبداعي الأردني بإنتاجه الأدبي الغزير رواية وقصة ضمن تجربة فنية ثرية ومسيرة تقرب الخمسين عاما، لافتا إلى أن منح جائزة عرار للإبداع لهذا العام للقاص "الريماوي" جاء ضمن إجراءات متعددة جرى فيها التدقيق بالأسس الناظمة لهذه الجائزة والصادرة بموجب تعليمات الكراسي المعمول بها في الجامعة، وبناء على تنسيب لجنة التحكيم، وضمن أسس موضوعية وفنية وجمالية ودراسة وتمحيص وعمل دؤوب.
المدير التنفيذي لمؤسسة إعمار إربد المهندس منذر البطاينة، القى كلمة أشاد فيها بالتشاركية الفاعلة بين "المؤسسة" وجامعة اليرموك التي تعد من المؤسسات الوطنية المتميزة التي تضطلع بمسؤوليتها المجتمعية على الدوام.
وأشار إلى أن مؤسسة إعمار إربد وضعت وفي سلم أولوياتها دعم جهود المبدعين في الحياة الفكرية والثقافية، تجسيدا لمسؤوليتها المجتمعية واهتمامها بالنشاط الثقافي، لافتا إلى أننا نجتمع اليوم لتكريم علم من أعلام الثقافة والأدب، ممن قدموا لبلدهم ولثقافتهم العربية عصارة فكرهم وجميل إبداعهم.
وأكد البطاينة على تميز هذه الجائزة التي تُعنى بمجالات الإبداع الأدبي (الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي) على صعيد محافظة إربد، التي تهدف إلى تعزيز وتشجيع وتحفيز المبدعين من جهة وإثراء الإنتاج الأدبي في إربد من جهة أخرى.
شاغل كرسي عرار الدكتورة ليندا عبيد، قالت في كلمتها إننا جئنا نحتفي اليوم بجائزة عرار للإبداع الثقافي التي دأب كرسي عرار بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد على منحها كل عام لمبدع قدم الكثير للأدب الأردني، حيث منحت في دورتها الأولى في حقل الشعر للشاعر حيدر محمود، وفي مجال المقالة الأدبية للدكتور خالد الكركي، وفي مجال الشعر مرة أخرى للمرحوم الشاعر محمود فضيل التل، ثم في الرواية للروائي محمود موسى، لافتة إلى أنه وفي هذا العام تم اختيار فن القصة القصيرة التي تعد من أحدث الأجناس الأدبية في الكتابة السردية.
من جهته، عرض رئيس لجنة تحكيم الجائزة الدكتور صلاح جرار، تقرير لجنة التحكيم المؤلفة من الأعضاء الدكتور إبراهيم السعافين، والدكتور يحيى عبابنة، مبينا أنه وحسب تقرير اللجنة فقد منحت الجائزة للقاص "الريماوي" استنادا لجملة من المعايير والمسوغات أهمها: غزارة انتاجه في مجال قصة القصيرة وريادته فيها، والاستمرارية في اصدار مجموعاته القصصية، وترجمة أعماله، حيث ترجمت العديد من أعماله إلى اللغات الإيطالية والبلغارية وغيرها، والمسوغ الرابع حصوله على جوائز عربية ومحلية، كما عُني "الريماوي" بإبداعه القصصي بواقع الإنسان العربي وفئة المهمشين والأحداث السياسية في المنطقة العربية.
المُحتفى به "الريماوي" أعرب عن فخره واعتزازه بهذا التكريم الذي يعد تكريما للمبدعين الأردنيين، ولمسيرة الإبداع الأدبي، مشيرا غلى أن هذه جائزة السنوية تقترن باسم الشاعر المتفرد عرار، وأن هذا الاقتران يمنح الجائزة قيمة مضافة تستلهم القيم التي نذر الشاعر الكبير حياته وعطاءه لها، وهي قيم الدفاع عن الحرية والاستبسال في الدفاع عن حمى الوطن، ومناصرة قضايا الضعفاء والمهمشين، ورفع راية الأخوة الانسانية العابرة لكل حدود.
وأضاف أنه قد استلهم هذه التجربة في قصة بعنوان "عودة عرار"، مبينا أن "عرار" قد ترك شيئا من روحه الغنية ومن عنفوان رؤاه، ومن عمق حِسّه الانساني، في العديد من تجارب المبدعين الأردنيين في سائر حقول الإبداع الأدبية.
وعبر الريماوي عن شكره لجامعة اليرموك لتفاعلها مع المجتمع المحلي وعلى وجه الخصوص الحياة الثقافية، مما جعل منها مثالا يحتذى، في إزلة الحواجز بين الجامعة كمؤسسة أكاديمية ومنارة للعِلم، وبين الحراك الاجتماعي وما يتمخض عنه من إبداع وابتكار في سائر الحقول.
وفي نهاية الحفل سلم الشرايري الدرع التكريمي وجائزة عرار للإبداع الأدبي للقاص الريماوي.

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.