رعت مقررة لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان العين الدكتورة سهاد الجندي، إطلاق كلية الطب في جامعة اليرموك لمجموعة TARGET YU، بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مالك الشرايري، بهدف تمكين الشباب الجامعي من تطوير مهارات عملية متقدمة، وتعزيز التعاون بين التخصصات، وتحفيز الإبداع والبحث العلمي، وصولًا إلى مشاريع رائدة تُحدث فرقًا ملموسًا في مستقبل الطب والرعاية الصحية.
وأكدت الجندي أن هذه المبادرة تُجسد روح العصر وتعكس رؤية الأردن في الانفتاح على المستقبل، وأن هذا اللقاء ليس مجرد فعالية بل هو منصة وطنية للابتكار، تعكس توجها وطنيا واضحا نحو التحول الرقمي وتكامل المعرفة بين التخصصات، وتفعيل دور الشباب في صياغة حلول ذكية تسهم في بناء اقتصاد قائم على الإبداع والتكنولوجيا.
وأشارت إلى أن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، أولى ويولي اهتماما بالغا لملف التكنولوجيا المستقبلية والذكاء الاصطناعي من خلال المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، الذي جاء ليقود هذا التحول على أسس علمية ومنهجية واضحة، تفتح افاقا واسعة أمام الشباب الأردني ليكونوا شركاء للمستقبل لا متلقين له.
وشددت الجندي على أن الدولة الأردنية تسيرُ وفق توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، بخطى واثقة نحو رقمنة الخدمات، وتطوير الأداء المؤسسي بما يعزز الشفافية، والكفاءة والحوكمة، وعلى وجه الخصوص في مجال التعليم والصحة، اللذين يشكلان حجر الزاوية في التنمية المستدامة، مشددة على ضرورة أن يكون طبيب المستقبل صاحب معرفة رقمية إلى جانب المهارة السريرية، ليستعين بها في التشخيص والتحليل والقراءة، مشيرةً إلى أهمية التداخل بين الطب والبرمجيات والهندسة، وبالتالي توظيف الذكاء الاصطناعي بكافة أشكاله لخدمة البشرية.
بدوره، قال الشرايري إن هذا اللقاء العلمي المميز يُعبّرُ عن روح جامعة اليرموك، وسعيها الدؤوب نحو التجديد والريادة، بما يحققُ جوهرّ رسالتها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، لافتا إلى أن إطلاق هذه المبادرة يعتبر البداية لمرحلة جديدة من التعليم الطبي في المملكة، سيما وأن المبادرة تجمعُ الطب مع الذكاء الاصطناعي، والعِلم مع الإبداع، والطموح مع العمل الجماعي.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من الممارسة الطبية الحديثة، كما وأن قيمته الحقيقية تكمن في الإنسان الذي يوظفها بحكمة لخدمة الحياة، مشددا على سعي الجامعة ممثلة بكلية الطب لمواصلة رسالتها في بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي الطبي، تُسهم في تطوير التعليم، والبحث، والخدمات الصحية في المملكة.
وأشار الشرايري إلى إيمان "اليرموك" بأن هدف التعليم هو إعداد قادة قادرين على تحويل المعرفة إلى واقع، وأن هذه المبادرة ما هي إلا صورة حيّة لفلسفة الجامعة من خلال ربطها بمحيطها المجتمعي، وربط المختبر بالمستشفى، والفكرة بالتطبيق، مشيدا بجهود كلية الطب وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة المتميزين الذين لطالما كانوا أصحاب فكر، ومبادرة في تحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة تحدث فرقًا أكاديميا ومجتمعيا.
المشرفة على المبادرة الدكتورة هبة الزعبي، أكدت أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لا رفاهية، علينا استثماره في خدمة الإنسان وتنمية المجتمعات، مشددة على أن العمل التطوعي والعطاء يجب أن يكون جزءا أساسيا من حياة طالب الطب ليتمكن من تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمريض بشكلها الصحيح.
قائد فريق TARGET الطالب هيثم الشلول قال: إن هذه المبادرة تُجسدُ فلسفة قوامها أن الجامعة للفكر قبل المكان وللطاقات قبل التخصصات، مبينا أن المبادرة تجمع الطبيب والمهندس وطلبة تكنولوجيا المعلومات على طاولة واحدة، تجمعهم إرادة الشباب الأردني الواعي المستشرف لفرص المستقبل، والساعي لتعزيز مكانة وطنه بالعلم والعمل والابتكار.
وتابع: هذه المبادرة تنطلق من جامعة اليرموك التي تجمع في رحابها كليات الطب والهندسة وتكنولوجيا المعلومات، لتجسد فكرة التعاون بين الفكر والابتكار، وتسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لخدمة القطاع الصحي والارتقاء به، وبناء جسر حقيقي بين العلم والعمل، وبين الطلبة والمستقبل.