مندوبا عن رئيس الجامعة، رعى عميد كلية الآداب الدكتور محمد العناقرة، الندوة الحوارية التي نظمها قسم التاريخ والحضارة بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية وكرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، بمناسبة عيد الاستقلال الـ 79، وتحدث فيها كل من النائب دينا البشيرواللواء المتقاعد محمد سالم جرادات.
وأكد العناقرة أهمية عيد الاستقلال ورمزيته في وجدان الأردنيين، كركيزة أساسية في بناء الدولة والمجتمع، مبينا أنه ليس مجرد انتقالٍ سياسي أو خروج من تحت نير الاستعمار، وإنما هو مشروعٌ حضاري متكامل، بُني على رؤية واضحة، وإرادة سياسية صلبة، وقيم عربية وإسلامية أصيلة.
وأضاف لقد حملت القيادة الهاشمية ومنذ فجر الاستقلال عام 1946، مسؤولية بناء دولة المؤسسات والقانون، دولة تقوم على مبدأ العدل والمساواة، وتحترم كرامة الإنسان، وتسعى إلى الارتقاء بالمجتمع على أسس علمية وتنموية.
وأشارت مديرة "المركز" الدكتورة بتول المحيسن، إلى أهمية هذه المناسبات في تعزيز الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية، وضرورة استذكار الإنجازات والبطولات التي تحققت، وأننا كأردنيين نفاخر الدنيا بهذه المناسبة العظيمة، وما تمثله من مناسبة نجددُ فيها العهد والوعد بمواصلة البناء والانجازات في مختلف الميادن والمجالات.
من جهتها، تناولت النائب البشير الدور التشريعي لمجلس النواب بعد الاستقلال، وأبرز ملامح التشريعات القانونية الناظمة لأعمال المجلس، لافتة إلى دور المرأة الأردنية الريادي في مجلس النواب ولجانه المختلفة، وانعكاس ذلك على مشاركتها في كافة القطاعات، وهذا ما يتجلى بتواجدها في مختلف المواقع على الساحة الأردنية والعربية والعالمية، مشيرة إلى أن الاستقلال لا يعني فقط التحرر من الاستعمار، وإنما هو قدرة الوطن على بناء مستقبله بيده وتحديد خياراته بنفسه.
وتابعت: اليوم، ونحن نعيش مرحلة التحديث السياسي التي يقودها جلالة الملك، ونشهد تجلّياتها من خلال مجلس النواب والعملية الحزبية، فإننا أمام فرصة حقيقية لبناء حياة سياسية جديدة، تقوم على البرامج لا على الأشخاص، وعلى الكفاءة لا المحسوبية، وعلى العدالة لا المصالح الضيّقة.
ورأت البشير أنه لا يمكن الحديث عن إصلاح سياسي حقيقي، دون مشاركة فعالة للشباب والنساء، رغم أن التجربة الحزبية ما زالت في بداياتها، معتبرة في الوقت نفسه أن ما تحقق حتى الآن يدعو للتفاؤل، ويحمّلنا مسؤولية الاستمرار، على اعتبار أن الشباب اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا، وأكثر قدرة على التغيير، بوصفه جيل التكنولوجيا والسرعة والانفتاح.
من جهته، تناول الجرادات، التطور التاريخي لاستقلال المملكة، وما يشهده الأردن من إنجازات على كافة الصعد والجوانب المدنية والعسكرية، حاثا الطلبة على ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة بما يعود على الوطن والمجتمع بالنفع والخير.
وأشار إلى أنّ تخليد ذكرى الاستقلال يعُد مناسبة وطنية لاستلهام ما تنطوي عليه من قِيم سامية وغايات نبيلة، خدمًة للوطن وإعلاءً لمكانته، وصيانًة لوحدته، وللمحافظة على هويته ومقوماته، وللدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته.
وشدد جرادات على ضرورة السعي الحثيث للمحافظة على هذا الوطن، وتعظيم منجزاته، وجعل الانتماء الوطني فوق كل اعتبار أو انتماءٍ آخر، مبينا أن الوطن، ليس أرضًا نعيش عليها، ولكنه كيانٌ يعيش فينا، ويوم الاستقلال ليس كباقي الأيام، وتاريخه ليس كأيّ تاريخ، إنّما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة.
وكان مدير الندوة، رئيس قسم التاريخ والحضارة الدكتور مهند الدعجة، قد عرّف بيوم الاستقلال وأهميته وتطوره التاريخي، رابطا استقلال الأمس بحاضر اليوم وتطلعات المستقبل، معرجا على الإنجازات الوطنية عبر المسيرة الهاشمية الكبرى منذ فترة ما قبل الإسلام حتى يومنا الحالي، وأهمية المفاخرة بكل إنجاز وطني، داعيا الطلبة
إلى تعزيز ونشر ثقافة الاعتزاز بالحرية والاستقلال.
وفي ختام الندوة، دار حوار ونقاش موسع بين الطلبة والمتحدثين، حول ما تضمنته من أفكار ووجهات نظر.